المراة العجوز

شكرا ايتها المراة العجوز.شكرا ايها القدر لانك جمعتنى بها فى هذا الوقت فكم تعلمت منهارغم بساطة اسلوبها وعفويتها تلك العفوية التى

رسمت لى لوحة عن عصر الشهامة التى كانت تنبت فى نفوس ذلك الشعب النائم على ضفاف الوادى كم حكت لى عن ظلم الحاكم وفقر الاب وجحود الابن وخيانة الصديق وغدر الزمن الغريب انها لم تلعن هذا كلة بل لعنت نفسها تلك النفس التى حملت من الطيبة مافاق الحد المقدر

لهذا الزمن المظلم انها لم تستطع التخلى عن الطيبة الزائدة

فحين اتذكر نصيحتها لى بالتمسك بالوفاء اتذكر فى ذات الوقت ردى الثائر عليهافقد قلت لها ايتها المراء الا تنظرين لنفسك

ان بصرك قد فقد وصحتك قد تبددت ولازلتى تتمسكين بالوفاء وتسافريين هنا وهناك دون سند ولا صديق لزرع شجر الوفاء فى الربوع

تلك المراة استطاعت ان تمتص ثورتى بتلك الكلمات التى دوما اتذكرهاولا افهمها

يابنى الحقيقة دايما فى قلبك مش عقلك والحقيقة لو طلعت من قلبك وراحت عقلك هاتبقى همك

فاخذنى الصمت عن الكلام وصمتت هى الاخرى فحاولت انتهاز الفرصة لكى انام على الكرسى حتى تصل الحافلة الى بلدتى بسلام

لكنى لم استطع فجلست انتظر تلك العجوز لتتحدث وبعد فترة خرج صوتها الملى بالشجن

يابنى انا بعرف انى ست كويسة لما باحط دماغى على المخدة بنام على طول من غير مايبقى فى هم بيلعب فى دماغى

فدارت الافكار فى خيالى لتحسد هذة المراة فهى لاتحمل اى هم رغم كل مابهاهل هى قاسية على نفسها ام انها عرفت قدر الاخلاص

ام ماذا؟ وفى هذة اللحظة اذا بالكومثرى يصيح

اللى نازل المحلة يجى عن الباب

اعترف بان هذة هى المرة الاول التى لم احس ببعض النشوة لدى وصولى المحلة

يمكن السبب فى انى كنت عاوز اعرف كمان من الست دى بس يا خسارة هى مش مالمحلة هى من المنصورة